كيف تحدد ترتيب الأبراج الصينية؟ قصة السباق الكبير للحيوانات التي تناقلت عبر الصين

الأبراج الصينية


 كيف تحدد ترتيب الأبراج الصينية؟ قصة السباق الكبير للحيوانات التي تناقلت عبر الصين





مقدمة

"ما هو برجك؟" سؤال يُسأل لنا كثيرًا وغالبًا ما نجيب بحسب الأبراج الفلكية المعتادة (الحمل، الثور الجوزاء، ... إلخ)، لكن هل كنت تعلم بوجود الأبراج الصينية؟ وأنها لا تزال شائعة وفي الصين واليابان.


تتكون ما يعرف بالـ(الدورة الستينية) من 10 وحدات لقياس الأيام تعرف بـ"السيقان السماوية"، و12 حيوان، ويتحدد برجك الصيني بناء على السنة التي ولدت بها وليس الشهر. وبالمناسبة، هذا العام 2025 عام الثعبان، كما أنه برجي.

والدورة الستينية هي مجموعة من الدورات القمرية مدتها ستين عاما؛ تستخدم في الصين وبعض دول شرق آسيا. وتنقسم كل دورة قمرية إلى خمس دورات أصغر، مدة كل دورة صغيرة 12 عامًا؛ حيث اعتقد الصينيون أن في الكون اثنا عشرة طاقة وكل عام تسري فيه إحدى الطاقات، وأن المواليد في هذه السنوات يتميزون بطبائع مشابهة لأنواع معينة من الحيوانات تستخدم في الأبراج الصينية.


الأبراج الصينية اثنتي عشر تمامًا مثل الأبراج الفلكية المعتادة وكلا منهما يستخدم لوصف الشخصية أو قراءة الطالع أو حتى لتمثيل التنافس بين الناس. إذن، ما هي الحيوانات التي تُحكى عنها ولأي أسباب؟


السباق العظيم لتحديد ترتيب الأبراج

يروي الفولكلور الصيني القديم قصة مسابقة عظيمة جرت في مملكة الحيوانات؛ حيث دعا امبراطور السماء الذي كان أيضًا المعبود الأرفع مكانة للبلاد جميع مملكة الحيوان إلى اجتماع، وأعلن أن السنوات ستُعد حسب اسم كل حيوان، وترتيبها سيكون حسب وصول الحيوانات إلى الاجتماع.

لكن كانت هناك مشكلة واحدة. في الطريق إلى الاجتماع كان هناك نهر كبير.


كان معروف بين مملكة الحيوانات أن القط والفأر لا تستطيعان السباحة، كما أنهما ذاتهما يعرفان ذلك جيدًا.

ولكنهم ماكرون جدًا لذا وضعا خطة، بأن يقنعا الثور أن يسمح لهما بالركوب على ظهره. فذهبا إلى الثور وأخبراه أن نظر الثيران ضعيف للغاية، لسا سيتعاونان معه في الرحلة إذا سمح لهما بالركوب على ظهره، وكان الثور بريئًا وبسيط القلب لذلك حملهما معًا عبر النهر.


وعندما قطعوا نصف المسافة تقريبا عبر النهر، لاحظ الفأر أن القطة تخشى المياه فدفعها إلى النهر، وعندما اقترب الثور من الضفة المقابلة قفز الفأر وركض إلى الأمام بأقصى سرعة حتى وصل أولًا، وهكذا أصبح الفأر اسم السنة الأولى من الأبراج الصينية.


وتباعيةً، أصبح الثور الاسم الثاني. ثم جاء النمر، حيث أخذ يسبح في النهر ملوّحًا بمخالبه في الماء حتى بلغ ضفته الأخرى. ثم جاء الأرنب قافزًا في المركز الرابع. بينما كان يعبر النهر واثبًا من حجر إلى حجر، رأى جذع شجرة قد تجرفه المياه، فقفز عليه فانجرف مع الجذع بعيدًا حتى وصل في النهاية إلى الشاطئ.


وأتى التنين العملاق خامس الواصلين، فأراد الامبراطور أن يعرف لماذا استغرقه وقتًا طويلًا وسأله لماذا لم يأتِ أولًا محلقًا إلى هنا؟ فأجابه التنين أنه تأخر لأنه توجب عليه وقف هطول المطر أولًا حتى ينقذ جميع البشر والكائنات الحية في الأرض. 

وعندما انتهيت، وجدت أرنبًا عاجزًا يضفو على جذع شجرة، فأرسلت عاصفة من الرياح لمساعدته على الوصول إلى بر الأمان. فالتنانين كائنات حسنة الطباع.


ثم رأوا من بعيد حصان يركض نحو القصر، وكان ثعبانًا مختبئًا في حافره، فعندما ظهر فجأة من أسفل، تراجع الحصان إلى الوراء في فزعة، وجاء الثعبان في المركز السادس والحصان في المركز السابع.


تاليًا أتى الخروف والقرد والديك حيث تكاتفوا سويًا متعاونين مساعدين بعضهم على طول الطريق. وجد الديك طوفًا على النهر ودعا الاثنين الآخرين على متنه، وسحب الخروف والقرد الأعشاب البحرية حتى يتقدم الطوف عبر النهر حتى وصل ضفته أخيرًا. سُرَّ الامبراطور بتعاونهم وأعطى الخروف الرقم الثامن، والقرد التاسع، والديك العاشر.


الحيوان الحادي عشر هو الكلب، ورغم أنه كان يعتبر أفضل سباح في مملكة الحيوان، إلا أنه لم يستطع مقاومة رغبته وقضى بعض الوقت يلعب في الماء.


وعندما كان الامبراطور على وشك أن يؤجل الاجتماع ليوم آخر سمع صراخًا لاحقه وصول خنزير صغير؛ حيث جاع خلال السباق لدرجة أنه توقف فجأة أمام وليمة ليأكل، وقد أنعسه الطعام قليلًا وبدأ في النوم.

وعندما استيقظ أخيرًا من غفوته وقام لإكمال السباق، كان الخنزير هو الأخير في مجموعة الأبراج النهائية. أما عن القط المسكين، فقد جرفه النهر ولم يتمكن من الوصول إلى القصر أبدًا، وحتى يومنا هذا تطارد القطط الفئران انتقاما لما فعله الفأر بهم في الماضي.



صفات كل برج من الأبراج:

الفأر:

يرمز إلى الخصوبة وكثرة الإنجاب نظرًا لتكاثر الفئران بكثرة، مما يرمز إلى "ازدهار النسل". كما أنه يمثل "الثراء" و"روح المبادرة"، إذ يُعتقد أنه رسول الإله دايكوكوتين، أحد آلهة الحظ السبعة.

الثور:

منذ القدم كان الثور يساعد البشر في الأعمال الزراعية وتربية الماشية، حيث كان شريكًا أساسيًا في الحياة وليس مجرد حيوان مدجن. يرمز إلى "القوة"، و"المثابرة"، و"الإخلاص"، و"الاستقامة".

النمر:

النمر حيوان جريء وشجاع. يُعتقد أن نقوش فروه الصفراء والسوداء كانت نجومًا تتلألأ في السماء قبل أن يولد كنمر. يرمز إلى "القدرة على اتخاذ القرار"، و"الذكاء"، و"البراعة"، كما يحمل معنى "البداية الجديدة"، ويُستخدم كرمز للحظ الجيد.

الأرنب:

الأرنب معروف بطبيعته الهادئة واللطيفة والمطيعة، لذا يرمز إلى "السلام العائلي". كما أن قدرته على القفز تعبر عن "التقدم" و"النمو" و"التطور"، مما يجعل سنة الأرنب مناسبة لبدايات جديدة.

التنين:

التنين كائن خيالي يُعد رمزًا للملوك في الصين حيث كان يُعتقد أن الملك هو تجسيد للتنين. يرمز إلى "العدالة"، و"الجدارة بالثقة"، ويمثل "قوة الحياة".

الثعبان:

الثعبان يرمز إلى "الموت والبعث" و"الحيوية" بسبب قدرته على التخلص من جلده والنمو. ورغم أنه أيضًا حقود وانتقامي، يُعتقد أيضًا أن محفظة جلد الثعبان تجلب الحظ المالي لذا فهو يرمز للحظ الجيد.

الحصان:

حيوان ذكي ومبهر، كان جزءًا مهمًا من حياة الإنسان، سواء في الزراعة أو الحروب. لذا يرمز إلى "الوفرة" و"الصحة".

الخروف:

الخروف حيوان يعيش في مجموعات ويرمز إلى "السلام الأسري" و"الطمأنينة". تُعرف سنة الخروف بالهدوء واللطف.

القرد:

القرد يُعتبر رسولًا لإلهة الجبال، ويُعتقد أنه يحمي من الجفاف والحرائق. يرمز إلى "البراعة" و"المرونة والتأقلم السريع"، كما يمثل الذكاء والحكمة.

الديك:

يرمز الديك إلى "الرزق والنجاح التجاري" لأنه مرتبط بكلمة "التحصيل". تُقام احتفالات تجارية سنوية في يوم الديك، كما يرمز إلى "الطيبة" و"حسن الرعاية".

الكلب:

الكلب كان شريكًا للإنسان منذ القدم ويُعرف بإخلاصه ووفائه، لذا يرمز إلى "الولاء" و"الأمان".

الخنزير:

الخنزير يرمز إلى "الصحة الجيدة" و"الشفاء من الأمراض"، نظرًا للاعتقاد بأن لحمه يعالج الأمراض. كما يمثل "الشجاعة" و"الإقدام".


Comments