#1
إرادة رضيع
#2
شخص جيد
"همم، إنك محقة، إنها شخص جيد؟"
"ألم أقل لكِ؟ جعلتك تعيدين النظر."
.... مما نفهمه من هذه المحادثة، في معظم الحالات يكون الـ "الشخص الجيد" في الحقيقة اختصارًا لـ "شخص يقول ما هو جيد بالنسبة لي"
=======
#3
فتاة المطر
"إنه يوم الغد أخيرًا..."
أومأت أمي رأسها بثقل وردت على تمتمتي "أجل، إنه الغد..."
ثم أخذت نفس عميق لتهدئ قلبها.
غدًا -الأحد الموافق 23 أكتوبر- حفل زفافي أنا وحيدة أمي وأبي، حدث ضج لا يحدث إلا مرة في العمر. انتقيت فستاني من بين أفضل أفضل الفساتين وحجزت المكان الذي سيقام به الحفل منذ عام. كتبت بخط يدي رسائل دعوة واحدة واحدة، وحضرت أشهى الوجبات وكذلك الهدايا من أشهر بائع حلوى.
فعلت كل ما بوسعي، وقمت بكل التجهيزات، الباقي هو شيء لا دخل لي به؛ وهو أن يكون الطقس جيد.... أجل، أتمنى فقط أن يكون الطقس جيد هذا اليوم.
لكن كان هناك ما يقلقنا، وهو...
"بلى، فقد أرسلنا لها دعوة، وردت بأنها ستحضر بالتأكيد."
"فهمت..."
المشكلة هي ابنة أخت أمي... ابنة خالتي شيوري.
إنها فتاة مطر!
سواء إن كنا في يوم ممارسة الرياضة أو مهرجان ثقافي أو حفل موسيقي أو رحلة او مراسم جنازة أو دفن... بشكل عام أي مناسبة تشارك بها تتسبب في هطول المطر، فهي بهذه القوة، فتاة كهذه بكل تأكيد ستهطل مطرًا في مناسبة كحفل زفاف. كان هذا ما يقلقنا ويخيفنا.
"كما أننا لا يصح ألّا ندعوها."
"إنك محقة، ليس كأنه ذنبها بعد كل شيء..."
"أجل..."
شعرت أمي بالضيق كأنها سبب المشكل فأخذت أحاول إبهاجها،
"لكن لا تنسي! ستأتي سناي-تشان من الناحية الأخرى!"
سناي-تشان قريبة هياتو-كن الذي سأتزوجه... فهي بنت عمه.
سناي-تشان، فتاة سماء صافية فريدة من نوعها.
أيام ممارسة الرياضة أمر أكيد، وكذلك المهرجانات الثقافية أو الحفلات الموسيقية أو الرحلات او مراسم الجنازات أو الدفن... بشكل عام أي مناسبة تشارك تجعل الطقس جيد والسماء صافية، فهي بهذه القوة.
"لعل هذا صحيحًا، ... لكن هل ستتغلب على قوة شيوري-تشان؟ فتلك الفتاة جلبت الأمطار إلى مبنى الامتحانات الجامعي! وفي ذلك الوقت إن نزل شيئًا من السماء سيكون ثلجًا! فتلك الفتاة قوية لهذه الدرجة!"
"لـ، لكن... سناي-تشان على العكس تمامًا، سبق لها أن أنهيت إعصارًا أثناء رحلة! لمرتين! لذا حتى إن لم تفوز قوتها أمام شيوري-تشان، على الأقل سيلغيان مفعول بعضهما..."
تنهدت بينما أتكلم، وأمي كذلك تنهدت في نفس الوقت.
أتمنى أن يكون طقس الغد مشمسًا... لن أقول شيئًا كبيرًا كهذا.
أتمنى على الأقل ألا تكثر الغيوم في السماء.. هذا أقصى ما تستطيع فعله فتاة عادية ليست بفتاة مطر أو سماء صافية مثلي.
=======
#4
الدولة المجاورة
صرخ رجل محب للسلام ذات مرة "رغم أنكم الدولة المجاورة لنا، لمَ علاقتنا سيئة لهذه الدرجة؟"
"العلاقة الطيبة هي جوهر الجيرة، أليس كذلك؟ إن تصالحت الدول المجاورة لبعضها، سنتبادل المنافع ويصب الأمر في مصالح كلانا!"
"يا رباه، ما الذي تتفوه به؟" هكذا رد سياسي هذه المرة.
"بسبب أن علاقتنا سيئة بالتحديد أصبحنا دولتين مختلفتين!"
#5
رجل الشاطئ
كان هناك رجل ينعته الجميع بالـ"الغبي"
لا يدرس ولا يعمل لأنه يقضي يومه كله متجولا على الشاطئ.
ولكن ذات مرة ألفتت تصرفات هذا الرجل شخصًا ما.
"العباقرة دائما غريبي الأطوار، بالتأكيد أن سيره طوال اليوم على الشاطئ له مغزى لا محالة"، فاقترب من الرجل وسأله "كل يوم تتجول عند الشاطئ، هل هناك شيء تبحث عنه؟"
فأجابه الرجل في قلقٍ "لمَ تسأل؟" ثم التفت حوله وفصح عمّا في قلبه بصوت خافت "ليكن الأمر سرًا بيننا، فهمت؟"
رد الشخص السائل بالإيجاب مشيرًا بحركة رأسه وممتلئًا بالتطلعات "أجل"
قال الرجل بصوت هامس "في الحقيقة، انا أبحث عن السلحفاة المائية الواقعة ضحية تنمر، فإن وجدتها وأنقذتها، سأتمكن من الذهاب إلى قلعة التنين في أعماق البحار، هل تعلم؟ إن ذهبت هناك، فستستمتع بحياتك دون الحاجة إلى القلق بشأن الطعام والملبس والمأو..."
"فهمت"
قالها السائل مقاطعًا حديثه ومضى
وفي النهاية توصل إلى نفس الاستنتاج؛ إنه مجرد غبي.
* في هذه القصة إسقاط على قصة الأطفال الشعبية الشهيرة "أوراشيما تارو" وفي حالة إن كنت لا تعرفها فها هي أحداث القصة:
في أحد الأيام شاهد أحد الصيادين ويدعى أوراشيما تارو- سلحفاة صغيرة كادت أن تغرق بفعل بعض الأطفال. استطاع تارو إنقاذ السلحفاة وأعادها للمياه. وفي اليوم التالي همست سلحفاة كبيرة لتارو وقالت له أن السلحفاة الصغيرة التي أنقذها أمس هي ابنة إمبراطور البحر وأنه يريد مقابلته ليشكره. أخذت السلحفاة الكبيرة تارو بعد أن أعطته خياشيم إلى قاع البحر للمقابلة. وصل تارو إلى قصر التنين وقابل الإمبراطور والسلحفاة الصغيرة التي أنقذها.
قضى تارو بضعة أيام ثم أراد العودة لقريته لرؤية أمه فاستأذن من السلحفاة الصغيرة. قالت له السلحفاة أنها تتمنى أن يقضي معهم وقت أطول ومع ذلك فهي تتمنى له حياة سعيدة. أعطت السلحفاة الصغيرة لتارو صندوق عجيب وطلبت منه ألا يفتحه أبدا مهما كان السبب وأن يحتفظ به. ركب تارو على ظهر السلحفاة التي أحضرته إلى قاع البحر وعاد إلى القرية.
ولكن عند عودته للقرية فوجئ بكل شيء قد تغير. فقد اختفى أصحابه وأمه وبيته وكل من عرفهم. لم يتعرف على الأناس أهل القرية. سألهم إذا كانوا يعرفوا شخص يدعى أوراشيما تارو فأخبروه أنهم سمعوا عن هذا الشخص وأنه قد أختفى في البحر منذ زمن بعيد. اكتشف تارو أنه مضى 300 سنه منذ أن ترك القرية ونزل إلى البحر.
جلس تارو لا يفهم ماذا يحدث. قرر فتح الصندوق. وعندما فتحه رأى دخان أبيض كثيف يخرج من الصندوق وفجأه انحنى ظهره وتقدم في العمر سنين ونبتت لحيته البيضاء وأصبحت طويلة. وجاءه صوت السلحفاة الصغيرة الحزين من البحر تقول له "ألم أخبرك ألا تفتح الصندوق؟! إنه عمرك الطويل..."
Comments
Post a Comment